Thursday 1 August 2013

من الرقة 1 آب 2013

مر نصف يوم على انتهاء مهلة ال 3 أيام التي قيل أن الأب باولو سيغيبهم طوعاً. بالنسبة لكثيرين هنا في الرقة، فإن استخدام مصطلح "اختطاف" بات واجباً الآن بديلاً عن "اختفاء". هناك غضب يتصاعد بين شباب المدينة، التي مايزال بعض ابنائها ومنهم فراس الحاج صالح مختطفين لدى دولة العراق والشام. لا حسنات كثيرة في ما يجري من ممارسات في الرقة سوى أن دولة العراق والشام تثير النقمة ضدها بسرعة قياسية. المعضلة التي تواجه ابناء الرقة (ومناطق محررة أخرى) أن عليهم تدبر ظروف معيشية صعبة، والعيش تحت تهديد متواصل لقصف النظام، وفي ذات الوقت مواجهة "المُلثمين الجدد"، ظروف تكاد تكون مستحيلة. ثم لا يلبث المُستحيل أن يبدو ممكناً، وأنت ترى "س" وهي معلمة مرحلة ابتدائية، تواظب منذ أيام على الاعتصام الصامت لوحدها في أماكن مختلفة من الرقة، مذكرةً بأن نضال السوريين ضد نظامهم الهمجي و "الملثمين الوافدين" مستمر ...."س" ولافتاتها البليغة هي أكثر من أمل..... هي اختزالٌ بديع لثورات سورية مُجتمعة ومُستمرة.

من الرقة 1 أب 2013

بالحقيقة مو كتير مهم يمكن الشهادة بحق بعض الناس، أو قول كلمة حق بخصوصهم بأوقات استثنائية كأوقاتنا، الشغل والإنجاز على الأرض ما بدو كتير شهادات وحتى لو لم يكن معلوماً إلى حين. رح يجي وقت ينحكي أكتر بهالمواضيع، ويتسجل كجزء من نضال مرير ومشرف لشعب أعاد اكتشاف مقدراته بالتزامن مع استعادته لصوته. اليوم وبوجه هجمة سخيفة وتافهة وبتعبر عن وضاعة ممزوجة بالغباء، لازم نعلن كل التضامن مع سمر يزبك، مثال مشرف عن عمل دؤوب وصامت ومخلص وبين الناس ومعهم.......كل التقدير يا سمر.

من الرقة 31 تموز 2013

يوم آخر في الرقة، لا جديد عن لغز "اختفاء" الأب باولو، أكثر الأخبار تداولاً هنا تتحدث عن مكوثه "الطوعي" عند دولة العراق والشام بقصد تحقيق هدفه "العنيد" بلقاء الأمير!!! وأنه أخبر بعض صحبه أن لا يقلقوا عليه إن غاب لمدة 3 أيام!!! لا شيء مؤكد وفي الحقيقة كل شيء وراد!! المؤكد الوحيد اليوم أن حوامات النظام رمت 6 براميل متفجرة قبيل وقت الفطور، المؤكد أن 10 أشخاص استشهدوا معظمهم حرقاً وبينهم أطفال ونساء....المؤكد أن القصف تعمد أحياء سكنية "تماماً"....المؤكد أن نسوة ورجال وأطفال ركضوا خارج بيوتهم وهم مذعورين يراقبون البراميل تتهادى نحوهم من السماء....والمؤكد أن الرقة مستمرة في ثورتها.......ثوراتها إن لزم الأمر.

من الرقة : تموز 30

من المبكر جداً إطلاق أي أحكام أو حتى توصيفات عن الرقة بعد ساعات فقط من الوصول إليها. ولكن حجم الاهتمام والمتابعة التي نراها لقضية الأب باولو من ناشطين مدنيين وحتى قيادات في الجيش الحر، أكثر من ممتازة. بالحقيقة ما بيصير احتراماً لطبيعة الحدث نقول هيك، بس بصراحة قصة الأب باولو تبدو متل الألغاز المُسلية! الرجل حاكي لعدة أشخاص عن رغبة بلقاء البغدادي وإصرارو على الذهاب لعند "دولة العراق والشام". ومخبر أحدهم "إنو لا تقلقوا علي حتى لو اختفيت لحتى يمر 3 أيام!!!" وبنفس الوقت الرجل رفض أنو يمشي بالرقة مع أي مرافقة حتى لو مدنية، على أساس إنو هو ببلده.وهلق الأخبار متضاربة، بين من يقول أن الدولة تنفي أنه عندها، وبين من يسرب أنه عندهم بإرادته وهو مصر على لقاء الأمير!!! ....القصة عجيبة، بس اهتمام الرقاويين (كلهم) وتكافلهم (على اختلافهم هنا) فيها أكثر من نص كوب ملآن....وسلامات لأبونا!!

Writing as a tool of Protest_Interview with the Economist

Writing as a tool of protest

Sunday 28 July 2013

بعد 3 أيام فقط من أعنف قصف همجي تتعرض له سراقب، يهجم "ملثمون" ظلامييون على مقر المركز الإعلامي ليسرقوا كل معداته ويتعرضون بالضرب العنيف لمنهل باريش. هكذا يتقن "الخصوم / الحلفاء" إتمام مهامهم المشتركة. إلى منهل وسومر وأبو الشوك وبديع وكل من استقبلنا بحفاوة في سراقب، كنتم تعرفون أن "الملثمين" يتربصون بكم، وأن براميل النظام المتفجرة وقذائفه تلاحق خطواتكم، بقيتم صامدين وما بدلتم تبديلا. إلى مارتن: المصور البولندي الدمث الذي خطفه الملثمون اليوم، هو الذي جال في معظم مناطق الحروب، من الصومال إلى الشيشان، كان يدرب الشباب في سراقب على التصوير، قال لي:"كل مناطق الحروب قاسية وعبثية، لكني لم أر شيئاً مماثلاً لاستهداف المدنيين مباشرةً من قبل قوات النظام السوري". ومغالبةً لتوتري، أنا الغير معتاد على ترقب الحوامات وأصوات صورايخ الغراد، تحدثنا مطولاً عن شغف مشترك بأندريا فايدا وكيشلوفسكي. مارتن البولندي هو أيضاً جزء من هذه الثورة. إلى السوريين، الذين مازالوا قابضين على مباديء ثورتنا (وهم كثر)، وجودنا بين الناس هو دعمنا الوحيد لهم ولا شيء آخر . سلامات للشباب وللمركز الذي احتضن كل زائر، ولسراقب الصامدة بجدرانها البهية، خط الدفاع المتين ضد عنف النظام الهمجي وظلامية الملثمين وأجندة المخابرات التي تحركهم.